اليوم أقل من عادي بالنسبة لها.. تترك الجراحة الصغيرة في السن منزلها في موعدها المعتاد
تقف في نفس إشارات المرور وتتعرض لنفس المجادلات السخيفة مع سائقين
توقف سيارتها في مكانها أمام المستشفى ولا يلاحظ اي من زملائها تغيرا يذكر
تبادر الجميع بالابتسامة التي اشتهرت بها والود الذي يكسبها حب حتى من يرونها هبلة لانها تفعل ذلك
تستعد لنوبة ليلية طويلة بدأتها بعمليتين جراحيتين
بعد بدء دور الشطرنج بين زميليها في النوبة تنفرد بنفسها في الغرفة
وتجتر
تفكر في من حولها .. من اين لهم هذا الجمود والقسوة .. كم بني ادم تعرفه بحاجة حقيقة لعملية زرع قلب
قلب حقيقي يشعر بمن حوله .. كثيرون.. سرحت بالخيال بعض الشيء
ورأت في مكان قلوب الناس أشياء غريبة
فهذا يوجد حذاء في مكان قلبه
وأخرى توجد مجوهرات مكان قلبها
وذلك وضع صورة لنفسه مكان قلبه
وتلك وضعت ملابس وحقيبة يد مكان قلبها
أما هي فقدر لها أن تكون ممن يختزنون الاحزان والمواقف والانطباعات السيئة بداخلهم.. لا يظهرون شيئا وفي مرة ينفجرون .. بدون مبرر .. بدون سابق إنذار.. وبقوة
ألقت تحية المساء على زميليها ودخلت غرفة العمليات
أمسكت بالمشرط وتحملت الالام أحدثت فتحت حول قلبها ولم تصرخ
مدت يدها حتى وصلت إلى حقيبة يدها وأخرجت لعبة على شكل بطة صفراء صغيرة
نزعت قلبها من أحشائها ووضعت البطة مكانه.. ضحكت لانها ضغطت دون أن تقصد على البطة فأحدثت صوتا لطيفا
**
تذكرت أن تحمد الله عندما استيقظت لان الحلم لم يكن به دم
فيقال إن الدم يفسد الاحلام مثلما تفسد القسوة حياة البشر