كود مصر يفزعه أكثر من فاتورة الضرائب الطويلة كل شهر... ترك البلاد منذ اكثر من ربع قرن وأحرز نجاحات في الغرب... كلما يظهر كود مصر على تليفونه المحمول أو تليفون منزله ينتفض ويقول في نفسه "يادي النيلة .. خدمة أو مصلحة جديدة.. طلب أو رجاء بالبحث عن فرصة عمل"
واليوم لم تكن مكالمة مصر عادية .. انه في هذه المرة كود مصر متبوعا برقم ابن عمه وهو شاب في العشرينيات لا يعمل ولم يتزوج ... صفر مثله كمثل الملايين من أبناء هذا البلد.. لم يره بالطبع في زياراته القليلة إلى مصر فصاحبنا يأتي بلده زائرا يصطحب الاجانب هنا وهناك ويزور أمه لتناول طبقه الاثير ... الملوخية
رد بعدما ضاق التليفون ذرعا من الضجيج والرن وبدا صوته متأهبا ... قال له ابن عمه إنه أراد فقط السؤال عليه لانه اكتشف للتو أنه لم يكلم قريبه في الخارج منذ حوالي ست سنوات ولم يره في مصر منذ سنوات لم يعد يذكرها... قال له بالحرف "دعبست على نمرة تليفونك وانبسطت قوي لما لقتها.. خلي بالك من نفسك ... لا إله إلا الله". ردد القريب في أوروبا النصف الثاني من الشهادة ووضع السماعة وقال لنفسه "اه المكالمة الاولى جر ناعم والمكالمة التانية تيجي الطلبات بقا .. انا مش هارد تاني."
وفي طريق عودته لحضور جنازة ابن عمه في مصر بعد المكالمة بيومين ظل طوال رحلة الطيران يغالب البكاء لكن الدموع انتصرت عليه وهو يحاول إعادة عقارب ساعة يده أعواما إلى الوراء بينما حرص الركاب الاخرون على ضبط ساعاتهم على توقيت القاهرة عند وصول الطائرة إلى مصر
ياسمين 30 ديسمبر 2009
No comments:
Post a Comment