مر مع ابنته من الحي القديم حيث كانت حبيبته السابقة تطل من الشرفة ويتحدثان على الهاتف لساعات
هي في الشرفة وهو على المقهى المقابل لبيتها
ترى أين ذهبت الآن؟
لم يكن من الممكن أن يسأل عنها الآن.. ماذا سيقول؟
لمح شقيقتها الصغيرة التي لم تعد صغيرة الآن
وسألها فردت "ماتت" .. هل لأي تفاصيل بعد هذا النبأ أهمية؟
غادر المكان لكنه أراد أن يعرف التفاصيل
ذهب لشقيقتها في اليوم التالي وسألها
أخبرته أنها ماتت يوم 28 يناير
لم تكن حبيبته ثورية ولا ناشطة ولم يكن لها حساب على الفيسبوك والتويتر
كانت تفضل التعامل المباشر بين البشر
هل أخذتها الحماسة واندفعت مع من نزلوا في هذا اليوم المشئوم؟
هل هربت من قيود الأب وتساوى عندها الدكتاتور الكبير مع الدكتاتور الصغير في منزلهم؟
ربما كانت في طريقها لشراء فول أو زبادي يومها؟
كل الاحتمالات واردة لكن من قتلها؟
تتداعى الافكار الواحدة تلو الأخرى في رأسه
هل قتلها قناصة فوق قسم الخليفة.. هل قتلها ضابط أراد تجربة مسدسه ليعرف
ان كان ما فيه رصاص صوت أم خرطوش أم حي؟
لماذا لم يجرب الطلقة إذن في كلب أو قطة بالشارع؟ هل كان يريد هدفا أكبر أم أكثر نبلا وجمالا؟
هل يمكن أن يكون قد قصدها هي بالذات لقتلها؟ لماذا؟
ربما دهستها سيارة؟
ربما قتلها ضعفه وخذلانه لها قبل سنوات.. أليس هذا واردا؟
أصر على معرفة رقم القضية من شقيقة حبيبته القتيلة والمحكمة التي تنظر فيها
تأجيل وراء تأجيل يتبعه تأجيل آخر
****
كاد الجنون أن يقتله.. طوفان من الاسئلة وإحساس بالضآلة لأنه لم يحميها
وتناقلت الصحف المصرية والعالمية بعد ذلك نبأ الرجل الذي لم يتكلم منذ شهرين
واكتفى بوضع شريط لاصق على فمه
وجلس القرفصاء أمام مبنى مجلس الوزراء المصري
رافعا لافتة كتب عليها عبارة
"عايز حق حبيبتي"
No comments:
Post a Comment