الثلاثاء 6 ديسمبر 2011
سبحان الله وكأن الله أراد أن يترك لي يوما جميلا معها قبل أن يهاجمها المرض وتفيض روحها الجميلة إلى بارئها.. يطلقون عليها في عملي "اجازة مستحقة" واراها انا نعمة من السماء عندما يتعلق الامر بالثلاثاء 6 ديسمبر 2011.. يومها استيقظت من النوم مع أمي تقريبا في نفس الوقت وتناولنا فطورا بسيطا .. جبنة وزيتون لذيذ جلبته لنا .. وشربنا الشاي سويا.. بالمناسبة مشاركتها هذه الاشياء البسيطة هي اكثر ما افتقد الان.. ارتدت ملابس الخروج وانا ايضا وذهبنا لننتخب سويا .. كانت انتخابات الاعادة للمرحلة الاولى ولم تكن امي مسيسة من قبل وهذه هي المرة الاولى والاخيرة التي ذهبت فيها للانتخاب اقصد بعد يوم الانتخاب الأول.. وكان معي أيضا!! تسألني من أنتخب؟ وأنصحها باسماء معينة وبانتخاب قائمة الثورة مستمرة.. تعيد الاسماء حتى لا تنسى احد ونصل مكان الانتخاب.. تضحكني ماما عندما نجد ثلاث مدارس كلها تنتهي بكلمة "قنصوة" ننسى انا وهي مكان لجنتنا وتقول لي "ايه دا مدرسة قنصوة ايه دي كمان" .. يوم انتخابات الاعادة كان الجو رائقا تخبرني على الباب بان بطاقتها الشخصية ضاعت (يا سبحان الله) واقول لها انه يمكنها الانتخاب بصورة البطاقة.. لا انسى انه عندما دخلنا المدرسة قالت لي "المرة اللي فاتت خلصت ومشيت وسبتك" فقلت لها "معلش منا كان عندي شغل يا ماما" انهينا المهمة سريعا وذهبنا سويا إلى سوق الخضر..
لحظاتنا سويا في سوق الخضر لا تنسى مجرد المشي بجوارها او حمل الاكياس التي تحمل الخضر بركة منها إلي.. تخبرني بانها تريد أن تشتري أطباقا من الصيني استعدادا لعريس ربما يأتي لي واقول لها ان شاء الله.. نعود إلى المنزل وتطهو لنا طعاما لذيذا نأكله معا انا وهي واختي ونقضي اليوم معا.. وفي المساء أمسك بهاتفي المحمول وأشغل نغمات منها نغمة لفيروز تدركها أمي سريعا وتغنيها.. صوتها وهي تغني الاغنية لا يترك أذني الان.. تاخذ حماما وتحضر لنا عشاء ساخنا.. نأكله وننام
ربما تراه يوما عاديا لكني اراه يوما من اجمل ايام عمري.. افتقد كل شيء في امي.. كل شيء .. حتى الامور التي كانت تثير غضبي واستيائي الاهبل.. ترى هل أحست بي وانا اقبل جسدها البارد في هذا اليوم الأغبر
No comments:
Post a Comment