Tuesday, June 30

سونار


هرع الأطباء لنقل مريضة القلب إلى غرفة العناية المركزة وكان الطبيب الشاب في بداية نوبته عندما أدرك أن مريضتنا بحاجة لأشعة على القلب ...
تعود منذ أن انتقل إلى هذا المستشفى الجديد أن يفصل حياته الشخصية عن عمله ولذلك التعود قصة تستحق أن تروى..
عندما تركته حبيبته السابقة امتثالا لرغبات أمها ورغباتها الشخصية في أن يكون لدى شريك حياتها سيارة وشقة في مدينة الرحاب أو مدينتي -نعم إما الرحاب أو مدينتي- أبلغته الخبر في التليفون بينما كان في نوبة ليلية بالمستشفى القديم. كاد يومها أن يقتل مريضه المسن لوقع الصدمة لولا أن عناية الله تدخلت وأنقذت حياة الرجل

تعود أن يدخل المستشفى الجديد وقد رسم على وجهه وجها مبتسما جادا بشوشا متخوفا ومترقبا لكل بني البشر.. لم يكن يؤمن لاحد وامتازت علاقته بزميلاته في المستشفى ببعض الفتور ثم سرعان ما أصبحت كل النساء امرأة واحدة.. امرأة لم تحبه.. امرأة لم تشأ أن تجرب معه الحياة.. أن تعيش معه.. أن تقاتل من أجله رغم تلهفه للقتال من أجلها...

ألقى تعليماته بسرعة لعمل الاشعة لمريضة العناية المركزة بجهاز سونار القلب. لا يعلم أهي مصادفة أم ماذا لكن اليوم يوافق يوم التليفون المشؤوم والمريضة تشبه كثيرا حبيبة زمان التي تعيش الان في الخليج تاركة ورائها شقة الرحاب خاوية
وعندما خرجت نتيجة الاشعة من الجهاز خلع الوجه الجامد الجاد وارتسمت على شفتيه ابتسامة بملء مرارة الكون فقد كانت صورة الاشعة هي بالضبط الصورة المرفقة بهذه الرسالة