Saturday, December 20

back to concerto

غبت كثيرا عن مدونتي هذه المرة لكنني أحن دائما لعزف الكونشرتو الخاص بي الذي لا يهتم أحد بمتابعته غيري الامر الذي يسعدني كثيرا فأنا هنا وحدي تماما وهذا هو عالمي الذي أحبه
قريت النهاردة جملة حلوة قوي
"the things that you most fear have already happened to you"
:)

Sunday, October 5

حلم ولا علم .............

في عالم الاحلام يترك كل منا لخياله العنان لتظل الاحلام أحلاما ولا يتغير الواقع الذي نعيشه أما هي فاختارت أن تعيش في الاحلام. في واقعها ويقظتها كان هناك بيت قروي فقير فيه أب مريض وابنة أخت قتلت سيارة والدتها وهي تعبر بالجاموسة الطريق السريع. تؤدي واجبات اليوم من عمل في الارض ورعاية الاب والطفلة على اكمل وجه وفي الساعة السابعة مساء تماما تتحضر للنوم وكأنها على موعد مع حبيب منتظر على موعد مع الحياة. ومرت السنون ومع بزوغ شمس أول قلب يرق لحالها ويرضى بمساعدتها على إعالة الاب المريض وتربية ابنة الاخت ومنحها بعض الحنان قالت لنفسها "أنى يتسنى لي النوم الان-وبم سأحلم؟" وظلت تبحث عن النوم في الليالي لكنها لم تجده من فرط السعادة
love happens when reality is finally better than dreams

Wednesday, August 27

test

hush

Friday, August 15

ضآلة



في منتصف كوبري قصر النيل تماما وقف عصر أحد أيام الشتاء. لم يكن كثيرون على الكوبري مما ساعده بعض الشيء.

أغمض عينيه وتخيل نفسه صغيرا دقيقا تافها لاشيء في عيون محرك البحث الشهير جوجل إيرث. هو الان على كوبري قصر النيل وسط القاهرة عاصمة مصر بقارة إفريقيا إحدى قارات العالم الست على كوكب الارض في المجموعة الشمسية في الكون الرحب مفتوح الذراعين.

أضاف –وهو لا يزال مغمض العينين وسارح غير عابئ بملاحظات الناس المتطفلة – إلى كل ذلك ضآلة من نوع آخر عمره الان 30 عاما وبدون طموح حلم عمل أمل حب أو حتى زواج .. متى أبدأ إذا؟ وهل سأبدا أصلا؟

لم يفكر كثيرا وقفز بسرعة من فوق الكوبري حتى لا يتراجع. لم يره أحد ولم يكترث حقا فكل ما كان يفكر فيه بعد القفز ترى هل ينجح جوجل إيرث في إظهار مكانه على الخريطة بعد أن يبتلعه النيل؟ وهل سيظل يبدو صغيرا ويشعر بالضآلة حتى بعد الموت؟!!!

Friday, August 8

يومي قبل يومك


كانت لحظات نقله إلى المستشفى عصيبة على كل من عرفوه أما هي فكانت في عالم آخر. فخلال أسابيع هي عمر دخوله المستشفى كانت في حالة من الذهول المقترنة بنوستالجيا رقيقة لكل ما مر بهما سويا ودموع متمردة فشلت في احتجازها عندما طلب منها الجميع أن "تجمد" و"تتفاءل" . الحالة مرض عضال واحتمالات بقائه على قيد الحياة ضئيلة جدا. كانت على قناعة بأن إرادة الحياة أقوى من الموت إلا عندما يشاء الرب. ظلت بجانبه طوال تلك الاسابيع تبقي يدها في يده وتحدثه طويلا عن تحدي زواجهما الذي مهما "فبرك" المجتمع تسامحه لن ينجح في إخفاء رفضه زواج مسلم من قبطية. هما وحدهما آمنا بما حدث واستخار هو الله وسألت هي الرب أن يهديها لما فيه الخير. استرجعت كل اللحظات والاشخاص الذين وقفوا معهما أو ضدهما حاولت جاهدة ان تقنعه أن إرادة الحب تلي مشيئة الرب الذي جمعهما رغم كل شيء وأن الموت لن يكون أقوى من قطيعة الاهل وقلة الاموال وتذبذب الحب نفسه.

لم يكن ليقتنع واكتفى بطبع قبلة رقيقة على يدها التي لم تفارق يده. قررت الليلة أن تهجر سريرها المجاور لسريره وتنام إلى جواره وتحضنه كما لم تفعل من قبل. لم يكن حضنا بل تشبث وكأنها بهذا التشبث ستحول دون موته.

دخلت الممرضة في الصباح الباكر لتنظيف غرفة الحبيبين وعندما رأتها إلى جواره على نفس السرير كان لزاما عليها أن تنصحها بتركه يرتاح على سريره بمفرده وتستكمل نومها على السرير الخاص بها. اقتربت منها لتوقظها لكنها تفاجأت بمنى وقد ماتت على نفس الوضع وهي تحضن رأفت وكأنها تتشبث به.

وفي هدوء شديد خرجت من الغرفة وحرص الجميع على أن تخرج جثة الزوجة دون أن يشعر زوجها الراقد في نوم عميق بالفراش ويده فوق يدها وعلى وجهه ابتسامة رضا وراحة.

(القصة مستوحاة إلى حد كبير من فيلم "للحب قصة أخيرة" بطولة معالي زايد ويحي الفخراني على أن الزوج في الفيلم هو من مات في النهاية)

Friday, August 1

من غير ليه؟

لم يتحدثا دعاها فقط للفراش بعينيه واستجابت له بجسدها وبدأت الطقوس الرتيبة.

وضعت الطفلة في سريرها واتجهت إلى الحمام لتنزع شعر العانة المتبقي وغسلت شعرها وصففته على عجل وجمعت خصلاته بشكل لا ينم عن اهتمام أو عناية ارتدت ما يحب زوجها ان ترتديه واستعدت للمهمة.

أما هو فاستغل وجودها في الحمام وقام بتشغيل اغنيتها المفضلة لليلى مراد واستعد لمنحها سعادة مضاعفة هذا المساء حتما لن تقتصر الليلة على أحضان وقبلات ساخنة ومضاجعة يود هذه المرة أن يثبت لها في كل نفس يتنفسه أثناء اللقاء أنه يحبها ويريد إسعادها.


هو نفسه يستغرب لم اليوم؟ لماذا يريد اليوم بالذات أن يمنحها كل هذه السعادة ويتخلى عن أنانيته التي يعرفها هو قبل الجميع ويقر بها؟ حقا لا يعرف ربما لو وجد سببا لزاد ذلك من أنانيته. لا .. اليوم هو لها تماما. وأين كان كانت تلك الفكرة من خمس سنوات هي عمر زواجهما الذي أثمر عن طفلة جميلة؟

خرجت مطرقة وخلعت الروب وجلست على طرف السرير في مواجهته تماما وعلى أتم الاستعداد.

تسللت يداه إلى خصرها واقترب منها وقبلها على جبينها وتسللت ابتسامة لا ارادية على شفتيها. هو يعلم أن هذه الحركة على وجه الخصوص تود معها أن تبكي من فرط السعادة قال لها "اني طبعا مستغربة .. عارفة؟ وانا كمان بس اكتشفت انك تستحقي كل حاجة حلوة ولقيت نفسي كمان هانبسط لما الاقيكي مبسوطة. انا مليش غيرك وانتي مالكيش غيري" احتضنها واعتصرها وغمرتها الدموع من فرط الحنان حاولت عبثا أن تقول شيئا لكنها في المقابل منحت رجلها ليلة حب جميلة واطفأت رغبته بنيران أخمدها هو من قبل بفيض من الحنان

Wednesday, July 23

(إنك ميت وإنهم ميتون)

تأملات ذاتية جدا حول الموت ......................
يقولون إن الموت نهاية حياة أو لم تكن الحياة نهاية موت

عندما أموت سأتألم مثلما أتألم وأني حي إلا أن الحياة تنتهي بألم الموت أما الموت فليس من بعده آلام

الموت بوابة سحرية نعبر منها إلى المجهول وكأنما قدمنا من المعلوم

الذكريات أبدا لا تعوض الوجود الجسدي للميت ... حقيقة قاسية يجب أن نتعلم التعامل معها

الانتحار أسوأ طريقة للموت ... ليس فقط لاننا نختار فيها أن نموت -على ما في هذا من غباء- ولكن لاننا نخدع أنفسنا بأمل كاذب في الخلاص من حياة لم تكن في الحقيقة أسوأ من الموت بهذه الطريقة !!!

القبر غرفة مظلمة موحشة يتركنا فيها وحدنا أحباؤنا ويرحلون ... أفكر جديا في تزيين هذه الغرفة بالكلمات الطيبة والابتسامات البشوشة والاعمال الحسنة علهم يقررون المكوث معي بعض الوقت في هذا اليوم

أخشى الموت .. ليس موتي وإنما موت من أحب فالفقد يكون بمثابة التعذيب الدائم والمستمر أما موتي فقد يتعذب به آخرون أما أنا فسأجد لنفسي ما يشغلني بعد الممات ... لا إله إلا الله محمد رسول الله

أحب الله ... وقد يكون الموت إحدى النعم التي يسبغها رب الكون على العباد عندما يشاء
لا يشغل بالي الاموات بقدر ما يشغل بالي من تركوا ورائهم من الاحياء ... فالحياة لجنة امتحان ومن يخرج منها لا يصبح مهما بقدر من لا يزال أمامه وقت لمراجعة ورقة إجابته والتأكد من إجابته على كل الاسئلة ...........
القرآن ونيس المؤمن في القبر ... وفي الحياة يكون ونيسه حب الناس
لا أجد كلمات لتعزية من فقدوا عزيزا عليهم ... ربما تكسب الخبرة الانسان بعض الحكمة في التعامل مع هذه الامور. لكنها حكمة منبوذة لا يسعى إليها أحد وأنا منهم بالطبع

Tuesday, July 15

إمبارح كان عمري عشرين



لا يمكن أن يكون ذلك حقيقة ... هكذا قالت لنفسها. نعم لا يمكن أن يكون الشخص الوحيد في هذه الدنيا الذي شعرت نحوه بأي شيء يجلس الان أمامها بجوار والدته ووالدتها وفي مكان عام وأمامهم جميعا أكواب من العصير. هل من الممكن أن تذهب الصدف إلى هذا الحد؟ كانت كل صباح تصحو من النوم على أغاني محمد منير التي يسمعها في بلكونته القريبة بعض الشيء من بيتهم فتنتشي ويقرب صوت منير بينهما ويلغي الفوارق. لم يرها يوما لكنها اعتادت أن تراقبه كل صباح. فقبل ذهابها للكلية يكون أمامها سلسلة من الخطوات لمراقبته. تصحو من النوم مسرعة لانها تأخرت على كليتها هذا من جهة وعلى مسيرة متابعة الامور الصباحية التي يحرص عليها الجار العزيز. اليوم لم تلحق به وهو يشغل جهاز الكاسيت ولا وهو يسقي الزرع الكثير في بلكونته ثم يشرب كوب النسكافيه مسرعا ويخطف سلسلة مفاتيحه ويدسها جيدا في جيبه ويفتح الباب ثم .... قطع تقف اللقطة عند هذا الحد اليوم ويأتي الغد. وتتكرر نفس التفاصيل الكاسيت والزرع والنسكافيه والمفاتيح وإغلاق الباب بإحكام. ربما أضاف في يوم من الايام حلاقة الذقن فهو كثيرا ما يتركها بعض الشيء وهي تحب ذلك كثيرا وتتمنى لو يبحث في يوم من الايام عن ماكينة الحلاقة ولا يجدها. أحبت هذه التفاصيل الصغيرة جدا تعرف كل الكرافاتات التي يملكها جيدا ونوع العطر التي يحبه ولون غرفته الذي هو بالضبط لونها المفضل وإن لم يكن لون حجرتها الحالية في منزل أبيها.

يا إلهي أيكون حظها سعيدا لهذا الحد وهل من الممكن أن تتحقق الاحلام مرة واحدة أمن الممكن أن تجمع إخفاقات العمر في سلة واحدة وتستبدل هذه السلة بأخرى مليئة بالسعادة والحب. لكنها الان يجب أن تركز جيدا فهذه هي فرصتها الوحيدة في اقتناص إعجاب هذا الشخص وبأي شكل حتى يتحقق المراد. كان عليها وهي التي تعرف أدق تفاصيله أن تتجاهل هذا الامر وتبدأ الحديث معه وتسأله في بديهيات بالنسبة لها في هذه الجلسة الرسمية السخيفة. ياااه كم تتمنى لو انفض هذا المولد واصطحبها في مكان آخر وحدهما لعبا وغنيا معا أغاني منير واشترى لها أي شيء بهذا اللون المفضل لهما. "أوكيه" هكذا قالت لنفسها فلتتحمل هذه الساعات البغيضة الحتمية أملا في عمر مديد يجمعهما سويا سيسخران خلاله أكيد من هذه الاكواب المقيتة والاسئلة المباشرة والامهات الممتلئات بالامل في تزويج الابناء ورؤية أحفادهم ويرون الخلاص في الانتهاء من هذه المهمة. بدأ الحوار بسيطا كيف حالك؟ ضحكت من قلبها جدا لكنها رسمت الابتسامة التي تعرفها جميع البنات في هذه الجلسة الكربون عند الجميع. وقالت "كويسة وإنتا؟" وهنا لم تستطع أن تخفي ضحكة بسيطة تسربت إلى شفتيها فهي تسأله عن حاله. يا إلهي إنها تعرف حاله جيدا خاصة في الاونة الاخيرة حيث حالفها الحظ السعيد وكانت محاضراتها تنتهي في وقت مبكر لتعود في مكانها المقدس خلف الشيش وتراقب خطواته. اليوم مثلا عاد من عمله في الرابعة اختفى لنصف ساعة ربما لتناول الغداء ثم فتح جهاز الكمبيوتر الخاص به وتصفح الفايس بوك الذي فكرت في التسلل إليه لمعرفة أي معلومة أخرى عنه لكنها لم تستطع بسبب الاجراءات الامنية التي يضعها "حضرتو" على الصفحة.

وبعد ذلك يتحدث في التليفون فترة ثم يتسامر قليلا مع أخيه الكبير الذي لا تدري حتى الان لم ينام في غرفته بعض الايام. ستسأله عن هذا الامر ولكن فيما بعد أكيد فبعد هذا اللقاء المقيت سيكون أمامها متسع من الوقت ومن يعرف ربما حكت له حكاية الشيش ومراقبتها الحثيثة لتحركاته.

بعد السؤال عن الاحوال المعروفة مسبقا بالنسبة لها كان أول ما خطر ببالها أن تسأله عنه في الجلسة مطربه المفضل. كانت على يقين أن منير سيلطف الاجواء ويقرب المسافات ويلغي الفوارق ويختصر الوقت ويختزل المشاعر كما يفعل في أغانيه. نعم هذا هو المدخل وبكل براءة انطلق السؤال "طب قولي بقا انت بتحب تسمع مين يعني سواء عربي أو أجنبي؟" وابتسمت ابتسامة من يعرف الجواب عن ظهر قلب وجاءها الرد سريعا "والله انا مليش في المزيكا قوي يعني أي حد بسمعو مش حد معين يعني". يا سلام أهذا هو الرد فلم تجد بدا من سؤاله إذن فقالت "طيب بتحب محمد منير؟" رد سريعا أيضا "أهو دا بقا بالذات أنا مش بطيقو بحس انو مدعي". "يا نهار أسود ومهبب" هذه هي العبارة التي سادت فكرها محمد منير مدعي من الواضح أنه لا يشاهد قنوات ميلودي إذن. ولكن ليست هذه هي القضية. لماذا تكذب؟ إذا كان مدعيا لم تسمعه صباح كل يوم؟ أرادت أن تقول ذلك ولكنها أحجمت واكتفت بالقول "أنا بقا بحبو جدا وبسمعو كل يوم الصبح قبل ما أنزل أروح الشغل" أرادت جدا أن تقول هذا فسألها "ايه ده مش انتي لسه في الكلية؟" تداركت الخطأ وقالت "سوري قصدي قبل ما أروح الكلية يعني" !!!!

بقدر ما استغربت رده قررت أن تنحي الموضوع جانبا وتنتقل إلى مواضيع أخرى. كانت المفاجأة أو لنقل الصدمة شديدة عليها لم يكن الجار العزيز لطيفا على الاطلاق في الحوار بالعكس كان سمجا ورسميا وتقليديا لا يتحمس لشيء ولا يبدو أنه يحب شيء أو يكره شيء. وأكثر ما غاظها جدا هذه النظرات النارية التي لم يستحي أن يوجه سهامها إلى جسدها. ألهذه الدرجة أصبحت بضاعة؟ لم لا يتعب نفسه قليلا ويصبح فقط أكثر تهذيبا وعذوبة ورقة أهو بالفعل هكذا انطباعها أول الجلسة اختلف كثيرا عن نظيره وهي تودعه بل هو النقيض حتى لونه المفضل لم يكن لون غرفته المحبب إليها بل لون أحمر ناري لماذا إذن اختار لونها المفضل لغرفته. بدأت تساورها الشكوك تأكدت في اليوم التالي من أن من كانت تجلس معه ومع أمه أمس هو بالفعل الشخص الذي يشغل الكاسيت في الصباح ويشرب النسكافيه يا إلهي ويسمع محمد منير.

قررت أن تتقمص دور التحري السري وتكشف السر كما قررت أن تقابله مرة أخرى وتكشف له ما بداخلها وتطلب تفسيرات. وبالنسبة له لم يكن عنده اعتراض فلقد كانت جميلة وهو المطلوب إثباته إذن تأكد بعينه من أنها ليست مضروبة وإن "كلو تمام" كما قال لوالدته عندما عادا. اتفقت الامهات على أن يتقابل الابناء المرة المقبلة في شقة العروسة التي لم تمانع بدافع قوي لكشف المستور.

جاءها مرتديا اللون الاحمر الناري القميء التي لا تحبه على النساء فما بالكم على الرجال. "ما علينا" هكذا قالت لنفسها وجلست عازمة على معرفة ما يجري بالضبط. حاولت أن تبدو بريئة قدر الامكان وقالت له "عارفة إن بيتكو بعيد شوية عن بيتنا بس انا ساعات يعني كنت بصحى بدري شوية وبسمع صوت محمد منير من بلكونتكو انت مش بتقول إنك مش بتحبو طب بتسمعو ليه؟" قهقه كثيرا وأرادت أن تشج رأسه. علام يضحك؟ ما المضحك فيما قالته؟ رد عليها "دا لازم الواد المجنون جارنا هوا اللي بيسمع الكلام الفاضي دا يا ستي انا أول ما بصحى من النوم بشغل الراديو على نجوم إف إم بتحبي عيش صباحك؟ أنا بحبو قوي ... " واسترسل في الكلام راسما ابتسامة بلهاء على شفتيه بينما اغرورقت عيناها بالدموع. فلتكن هذه الصدمة الاولى لكن ألم يكتف بالمرة الماضية ها هو مجددا يثبت نظراته الوقحة عليها.

قالت له بشجاعة لم تعلم حتى الان مصدرها "للعلم انا كنت ساعات بصحى بدري وبشوفك في البلكونة وعلى فكرة لون أوضتك جميل دا لوني المفضل أساسا". اعتدل في جلسته ورسم ابتسامة الواثق من نفسه تماما وتأكد أنها سقطت بين يديه وأنها عاشقة قديمة إذن فلن يكون هناك بد من ضحكة عالية. سمعتها لكنها غضت الطرف ونظرت إليه تماما. لم تكترث في الواقع لهذا الرد السخيف قدر سعيها وراء معلومة لون غرفته فقالت "مش هوا كدا لون أخضر فاتح قوي" رد عليها وكله ثقة "يا ساتر دا لون سخيف أصل دي يا ستي أوضة أخويا الكبير المتجوز ولما ساب البيت بقيت أنا اللي أقعد فيها لكني مبحبش اللون دا معلش هوا مش لازم نبقى زي بعض في كل حاجة بقا هاهاهاها".

كان لهذا وضع الصدمة وما زاد الطين بلة كما يقولون استرساله في الحديث عن عمله الذي يعشقه وانضباطه فيه وعلاقاته النسائية التي قال إنها محدودة. لم تتحدث كثيرا كان هو صاحب النصيب الاكبر في الحديث وكان الكلام مملا ورسميا "بحب الاكل جدا إوعي تكوني مبتعرفيش تطبخي بس حتى لو مبتعرفيش ممكن تتعلمي" وكلام من هذا القبيل.

أيعقل أن يكون هذا الملاك من بعيد بهذا القبح عن قرب؟ قررت الصمت ومر الوقت ثقيلا وهو لا يكف الحديث عن شقته وطموحه وعدد الاولاد التي يريدهم وكيف أنه لم يحب في حياته من قبل وأنها أول حب في حياته. هكذا من ثاني مرة. وفجأة طرأت على عقلها فكرة غريبة قد تكون الملاذ الاخير والمهرب الوحيد المتاح من هذا المأزق. سألته عن سبب اختياره لها وهل لانهما جيران رآها مثلا في يوم من الايام ذاهبة أو آتية من أي مكان أو إلى أي مكان ولفتت انتباهه. وجاءت القشة التي قصمت ظهر البعير وبعدها انتحر البعير نفسه وقرر ترك هذه الحياة. قال لها "بصراحة أنا مبخدش بالي وماما حكيتلي كتير عن جمالك عن عيلتكو وأصلكو وكدا". أطرقت ولم ترد وتساءلت عن معنى كلمة "كدا" هنا نعم ليس لها معنى آخر لقد استقى المعلومات المهمة من والدته ثم تأكد بنفسه من "كدا" عندما رآها يوم المشهد العظيم أمام أكواب العصير المقيتة.

اتخذت القرار النهائي وودعته بابتسامة مرسومة أبلغت والدتها بقرار الرفض الذي لن تكف الام عن مقابلته بخلاف شديد مع الابنة وعلى أي شخص. ثم نامت ولم تحلم بشيء وصحت في اليوم التالي فتحت الشيش الذي كانت تقبع وراءه منتظرة الجار الذي كان عزيزا على مصراعيه ولاول مرة منذ انتقلوا لهذا البيت قبل سنتين تنظر إلى البلكونة أسفل بلكونة عريس الغفلة وتنتشي بصوت منير يغني "إمبارح كان عمري عشرين".

17 إبريل 2008

Monday, July 14

مات من الضحك

رأيته أمام معهد جوتة في وسط المدينة ... عصر يوم السبت وانا في طريقي إلى المنزل وعندما لاحظت انه لا يكف عن الضحك بصوت عالي نظرت امامه ولم اجد احدا يكلمه لذا اجتاحتني على الفور فكرة انه مجنون ... اعترف باني اخشى المجانين والعقلاء على حد السواء في مدينتي التي يلفها الخوف. اسرعت بالعبور إلى الجهة الاخرى من الطريق حتى لا امر امامه واسرعت الخطى واصوات ضحكاته تتردد في اذني وداخل رأسي . كان في اوائل الاربعينيات من العمر ويرتدي بنطلونا رماديا وقيمصا ابيض اللون ويقف بعيدا عن حارس المعهد الشاب الذي يقابلك بابتسامة لطيفة. من كانوا معنا في الشارع في هذا اليوم لم يبد عليهم الاستغراب من الضحكات المتواصلة لهذا الرجل وفهمت من هذا انه يقف هنا منذ وقت طويل وانهم اعتادوه. وكلما ابتعدت عنه كلما ازداد شعوري بالخجل من نفسي لانني خفت من هذا المسكين ...

انتهى يومي ولم استطع التوقف عن التفكير في هذا الضاحك دائما ودون انقطاع.. بعد الحادث بيومين مررت من امام المعهد للمرة الثانية وإذا بي أجد صديقي الذي كان يقهقه بأصوات عالية منذ يومين يرقد على جانبه في نفس المكان الذي شهد ضحكاته المتواصلة وعلى وجهه ابتسامة حزينة وعينيه مغمضتين. قررت ان اقف بعض الوقت لارى مصيره رأيت حارس المعهد الالماني يخرج من أمام مكتبه ويتفقد الرجل النائم في صمت يحاول تحريكه ثم يقول بصوت سمعته "لا حول ولا قوة إلا بالله الراجل بينو مات" لم أستطع مغالبة دموع لم أنجح مثله أن أخفيها بابتسامة ...

بعدما مشيت لعدة خطوات واجتمع الناس حول الرجل الضاحك الذي أثار مخاوفي من يومين بالضبط بضحكاته المتواصلة سمعت أصوات سيارة شرطة ولكنني خمنت ان المدينة الصاخبة لن تمن على "المجنون" حتى بعد مماته وأن هذه السيارة من المؤكد أنها في طريقها للمشاركة في تشريفة ما أو لصد مظاهرة خطيرة كما تأكدت ان الرجل سيظل راقدا على جانبه الايمن أمام معهد جوتة والابتسامة الحزينة ترسم ملامحه المصرية





Wednesday, July 9

Life A Loom,Threads the Days and We the Weavers


Sometimes I mean you should just leave it to God
Coz in one way or the other we all puppets in this game

It's like

Life's a loom and the threads are the days

And only God decides when to cut them

Even though the job is unfinished

We're all by his mercy


U know I can recall when pops left home

He used to write us twice a year

We didn't have phone I grew up on my own

My Mama cried often I mean he didn't even show up when she passed away

She had a heart attack 'cause they said he got married again

Cut all ties with us 'cause he had a new family and friends

So I was expected to step up and be a man

Quit school got a job you know just be there for my family


You see I'm nothing like my pops

I see my woman twice a year

And one day I'll bring her and my kid up here

You see that picture there

That's our wedding she was 21

Ain't she pretty and my first born was a son

And now she's pregnant again

Thank you

And if it's a girl I'll name her Fatima, give her the world

U see my friend life is a loom

So you keep smiling like me


………………


Life is a loom

Threads are the days

God decides when to cut them

Even though the work ain't done

………..

Believe in the moment and you will be here with me

Here with me

If God is willing

(extracts from "Life is a Loom" by Outlandish)

Tuesday, July 8

ولد وبنت



أحمد في الصف الثالث الاعدادي "يعني شهادة" كما تؤكد له والدته كلما رأته. رغم صعوبات الحياة استطاع والده الذي ينتمي لطبقة كانوا يسمونها قديما بالمتوسطة أن يشتري له جهاز موبايل خاص به فقط ليصبح مثل أقرانه في المدرسة. مدرسة أحمد كانت بجوار مدرسة مريم. وعندما انتقل أحمد إلى مدرسته الاعدادية وبعد تسلل علامات الرجولة إلى وجهه وصوته قرر الطالب المجتهد أن ينهي كل علاقاته العاطفية في المدرسة الابتدائية والحضانة وأن يبدأ صفحة جديدة في المرحلة الاعدادية في انتظار الحب الحقيقي. شاهد مريم أول مرة بعد انتهاء يوم دراسي عادي جدا فقد خرجت لتوها من باب المدرسة الاعدادية للبنات وكان هو قد تصادف أن يكون وحده في ذلك اليوم بعد انصراف أصدقائه للعب الكرة التي لا يحبها كثيرا.

وقف الاثنان على محطة الاتوبيس ورآها كما لم يرها أحد من قبل. لم تكن ذات جمال صارخ كما أن ملامح أنوثتها الوليدة لم تكن قد وجدت طريقها إلى النور بشكل كامل. كانت عادية. لم يتذكر جيدا ماذا فعل في هذا اليوم وكيف تعرفا على بعضهما البعض وكيف تسلل رقم تليفونها المحمول إلى ذاكرة تليفونه وكيف تحول الاعجاب إلى شغف وحب "كبير" كما اعتاد أن يصفه للجميع فيما بعد.

لعب التليفون المحمول دوره الساحر في تطوير علاقة القلبين الصغيرين ببعضهما البعض. ومع ظهور علامات الرجولة على سماته أراد أن يشعر بالمسؤولية عنها فكان يطلب منها فقط أن "ترن عليه" قبل وبعد كل حصة في اليوم الدراسي للاطمئنان عليها. أما الفسحة فلابد فيها من مكالمة تطول أو تقصر حسب رصيد الحبيب الولهان الذي يشحن تليفونيه على أساس الاموال التي ينجح في توفيرها من مصروفه الشهري.

وفي حصص الالعاب كان الامر يتطور قليلا فكان يقف هو على أكتاف صديقيه الحميمين هاني ووليد ويعتلي سور مدرسة البنات ويراها وسط أقرناها لكنه يكتفي بالنظر إليها ولا يكلمها خوفا على سمعتها. وبعد اليوم الدراسي اعتاد أن ينتظرها ويمسك يدها عندما يراها وحتى يوصلها إلى بيت أبيها ليعود هو إلى المحطة وينتظر الاتوبيس الذي يوصله منزله. أحب الشعور بالمسؤولية تجاهها وأحبت هي أن أحدا يوصلها كل يوم إلى منزلها.

ومع اقتراب امتحانات الفصل الدراسي الثاني لا يذهب الكثير من التلاميذ إلى المدارس ويمكثون في منازلهم على أمل اقتناص الايام المتبقية لانقاذ ما يمكن إنقاذه. هي في الصف الاول الاعدادي فلم تأبه كثيرا بالمذاكرة أما هو ففي "الشهادة" فكانت هي التي تتصل كثيرا ولا يستطيع بالطبع ألا يرد فلربما تريد منه أي خدمة أو تكون في ورطة أو مشكلة فيسارع بإنقاذها كما يحب أن يفعل.

دخل شقيق أحمد عليه في أحد الايام وهويتحدث معها في التليفون فاغتاظ ونهره وذكره باقتراب موعد الامتحانات. وأسهب احمد في لفت نظر شقيقه إلى أن مريم ليست كقصصه السابقة وأنه الان "راجل" مسؤول ويمكنه أن يحب ويذاكر في نفس الوقت. وعندما لم يتفهم الشقيق الاكبر "لعب العيال" كما اعتاد أن يقول قرر أحمد أن يستعيض بهاني ووليد عن شقيقه وقرر ألا يحكي له أي شيء عن علاقته بمريم لانه ببساطة لن يفهم. أما هاني ووليد فكلاهما تربطه علاقة مماثلة إما بمدرسة في الفصل أو ببنت الجيران فأكيد سيفهمان ما يشعر به.

نجح أحمد في الاعدادية والتحق بالمدرسة الثانوية ولم يعد يذهب لمدرسته الاعدادية ولم يعد يرى مريم بعد ذلك. وشيئا فشيئا اكتشف وسط الحياة الجديدة التي دخلها في الثانوي أن رقم تليفونها المحمول لم يعد مخزنا في ذاكرة التليفون الجديد الاحدث الذي اشتراه له أباه بمناسبة حصوله على الاعدادية كما أنه جاهد كثيرا ليتذكر ملامح مريم على وجه التحديد لكنه فشل.


Sunday, July 6

@ كونشرتو الحياة @





The term Concerto (plural concertos or concerti) usually refers to a musical work in which one solo instrument is accompanied by an orchestra


الكونشرتو هي مؤلفة موسيقية وضعت لآلة واحدة أو لعدة آلات مرافقة الفرقة الموسيقية، أي تقوم آلة أو آلتان أو ثلاث بأداء الدور الرئيس، أما الفرقة فتكون مرافقة فقط. جاءت كلمة كونشرتو من الكلمة اللاتينية (كونسرتار) وتعني بذل الجهد أو الكفاح أو من كلمة (كونستوس) وتعني اشتراك عدة أصوات معاً.


والكونشرتو على نوعين :


1- كونشرتو الآلة واحدة (كونشرتو الكمان بمرافقة الفرقة الموسيقية) أو (كونشرتو الفلوت بمرافقة الفرقة الموسيقية) وهو يكون الدور الرئيس لهذه الآلات (الكمان أو الفلوت).


2- الكونشرتو الكبيرة ، مؤلفة موسيقية لأكثر من آلة واحدة بمرافقة الفرقة الموسيقية حيث تلعب كل آلة دورا بارزا في هذا العمل الموسيقي، أما الفرقة فهي مرافقة فقط


يتكون الكونشرتو من ثلاثة أجزاء:


الجزء الأول : وهو أهم الأجزاء الثلاثة وأطولها ويكون عادة سريعا .

الجزء الثاني : وهو لحن عاطفي هادئ الحركة يقترب من شكل الأغنية .

الجزء الثالث : وهو الأخير ، يكون بأسلوب اللحن الراقص السريع والذي يبرز فيه العازف المنفرد في الأدوار السريعة الإيقاع كمل قدراته الأدائية . وفي هذا المقطع تظهير (الكاونزا) وهي مقطع موسيقي ينفرد به العازف من دون مرافقة الفرقة ويظهر فيه كل طاقته الإبداعية ثم تختم الفرقة مع العازف المقطوعة
(المصدر: ويكيبيديا عربي وانجليزي)


سبب اختيار اسم مدونتي الوليدة "كونشرتو": ببساطة لا أرى حياة الانسان سوى كونشرتو طويل أو قصير وفقا لارادة الله وحظه الشخصي فكلنا يقدم عزفه المنفرد وسط فرقة موسيقية كبيرة لا تتوقف أبدا عن العزف أو الضجيج أحيانا ....


بعضنا ينجح ويتفرد ويقدم كونشرتو منفرد بآلته فقط وعلى خلفية عزف الفرقة وهم باقي البشر والبعض الاخر يحيا بالعزف مع أشخاص قلائل كونشرتو مزدوج بمرافقة الفرقة ايضا ... أعتقد أنني من النوع الثاني الذي لا يتقن العزف المنفرد وأزعم أيضا أن من يعزفون بشكل منفرد هم الانبياء والعباقرة والادباء والعلماء والشخصيات شديدة الكاريزماتية...


أما بالنسبة لاجزاء الكونشرتو فالجزء الاول يرمز للشباب هو الاطول لكنه يمر سريعا جدا ولا نشعر به أما الجزء الثاني فهو النضج وهو الاغنية وفيه -في رأيي- يبرز الانسان منا ويقدم أفضل ما لديه لهذا العالم وفي الجزء الثالث وهو كبر السن يسارع الانسان للحاق بتقديم أفضل ما لديه فيكون هذا الجزء من كونشرتو الحياة هو الاغزر إنتاجا والاجمل وفي نهاية الرحلة تلتئم الفرقة من جديد مع الالة لتختتم معه هذا الكونشرتو الشقي أو السعيد وفقا لمقدرات القدر وبعض المجهود الشخصي لصاحب الالة الذي إما أن يقتنص تصفيق الجمهور بعد ختام الكونشرتو أو لا يجد إلا الطماطم وقشر الموز وأناس يشكرون الله أن كونشرتو هذا العازف قد انتهى ...........


اسمحولي ان اختار أن أكون كونشرتو كمان لحبي الشديد لهذه الالة وتذكروا دائما أن السر كل السر يكمن في اختيار الالة.


إذا أردتم تأمل ما أقول ما عليكم إلا تشغيل البرنامج الموسيقي والاستماع والاستمتاع بكونشرتو فلوت أو كمان ولم لا تستمعوا للكونشرتو الخاص بكم :)

كونشرتو الحياة

The term Concerto (plural concertos or concerti) usually refers to a musical work in which one solo instrument is accompanied by an orchestra
الكونشرتو هي مؤلفة موسيقية وضعت لآلة واحدة أو لعدة آلات مرافقة الفرقة الموسيقية، أي تقوم آلة أو آلتان أو ثلاث بأداء الدور الرئيس، أما الفرقة فتكون مرافقة فقط. جاءت كلمة كونشرتو من الكلمة اللاتينية (كونسرتار) وتعني بذل الجهد أو الكفاح أو من كلمة (كونستوس) وتعني اشتراك عدة أصوات معاً.
والكونشرتو على نوعين :
1- كونشرتو الآلة واحدة (كونشرتو الكمان بمرافقة الفرقة الموسيقية) أو (كونشرتو الفلوت بمرافقة الفرقة الموسيقية) وهو يكون الدور الرئيس لهذه الآلات (الكمان أو الفلوت).

2- الكونشرتو الكبيرة ، مؤلفة موسيقية لأكثر من آلة واحدة بمرافقة الفرقة الموسيقية حيث تلعب كل آلة دورا بارزا في هذا العمل الموسيقي، أما الفرقة فهي مرافقة فقط
يتكون الكونشرتو من ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول : وهو أهم الأجزاء الثلاثة وأطولها ويكون عادة سريعا .
الجزء الثاني : وهو لحن عاطفي هادئ الحركة يقترب من شكل الأغنية .
الجزء الثالث : وهو الأخير ، يكون بأسلوب اللحن الراقص السريع والذي يبرز فيه العازف المنفرد في الأدوار السريعة الإيقاع كمل قدراته الأدائية . وفي هذا المقطع تظهير (الكاونزا) وهي مقطع موسيقي ينفرد به العازف من دون مرافقة الفرقة ويظهر فيه كل طاقته الإبداعية ثم تختم الفرقة مع العازف المقطوعة
(المصدر: ويكيبيديا عربي وانجليزي)
سبب اختيار اسم مدونتي الوليدة "كونشرتو": ببساطة لا أرى حياة الانسان سوى كونشرتو طويل أو قصير وفقا لارادة الله وحظه الشخصي فكلنا يقدم عزفه المنفرد وسط فرقة موسيقية كبيرة لا تتوقف أبدا عن العزف أو الضجيج أحيانا ....
بعضنا ينجح ويتفرد ويقدم كونشرتو منفرد بآلته فقط وعلى خلفية عزف الفرقة وهم باقي البشر والبعض الاخر يحيا بالعزف مع أشخاص قلائل كونشرتو مزدوج بمرافقة الفرقة ايضا ... أعتقد أنني من النوع الثاني الذي لا يتقن العزف المنفرد وأزعم أيضا أن من يعزفون بشكل منفرد هم الانبياء والعباقرة والادباء والعلماء والشخصيات شديدة الكاريزماتية...
أما بالنسبة لاجزاء الكونشرتو فالجزء الاول يرمز للشباب هو الاطول لكنه يمر سريعا جدا ولا نشعر به أما الجزء الثاني فهو النضج وهو الاغنية وفيه -في رأيي- يبرز الانسان منا ويقدم أفضل ما لديه لهذا العالم وفي الجزء الثالث وهو كبر السن يسارع الانسان للحاق بتقديم أفضل ما لديه فيكون هذا الجزء من كونشرتو الحياة هو الاغزر إنتاجا والاجمل وفي نهاية الرحلة تلتئم الفرقة من جديد مع الالة لتختتم معه هذا الكونشرتو الشقي أو السعيد وفقا لمقدرات القدر وبعض المجهود الشخصي لصاحب الالة الذي إما أن يقتنص تصفيق الجمهور بعد ختام الكونشرتو أو لا يجد إلا الطماطم وقشر الموز وأناس يشكرون الله أن كونشرتو هذا العازف قد انتهى ...........
اسمحولي ان اختار أن أكون كونشرتو كمان لحبي الشديد لهذه الالة وتذكروا دائما أن السر كل السر يكمن في اختيار الالة
إذا أردتم تأمل ما أقول ما عليكم إلا تشغيل البرنامج الموسيقي والاستماع والاستمتاع بكونشرتو فلوت أو كمان ولم لا تستمعوا للكونشرتو الخاص بكم :)