Wednesday, August 27

test

hush

Friday, August 15

ضآلة



في منتصف كوبري قصر النيل تماما وقف عصر أحد أيام الشتاء. لم يكن كثيرون على الكوبري مما ساعده بعض الشيء.

أغمض عينيه وتخيل نفسه صغيرا دقيقا تافها لاشيء في عيون محرك البحث الشهير جوجل إيرث. هو الان على كوبري قصر النيل وسط القاهرة عاصمة مصر بقارة إفريقيا إحدى قارات العالم الست على كوكب الارض في المجموعة الشمسية في الكون الرحب مفتوح الذراعين.

أضاف –وهو لا يزال مغمض العينين وسارح غير عابئ بملاحظات الناس المتطفلة – إلى كل ذلك ضآلة من نوع آخر عمره الان 30 عاما وبدون طموح حلم عمل أمل حب أو حتى زواج .. متى أبدأ إذا؟ وهل سأبدا أصلا؟

لم يفكر كثيرا وقفز بسرعة من فوق الكوبري حتى لا يتراجع. لم يره أحد ولم يكترث حقا فكل ما كان يفكر فيه بعد القفز ترى هل ينجح جوجل إيرث في إظهار مكانه على الخريطة بعد أن يبتلعه النيل؟ وهل سيظل يبدو صغيرا ويشعر بالضآلة حتى بعد الموت؟!!!

Friday, August 8

يومي قبل يومك


كانت لحظات نقله إلى المستشفى عصيبة على كل من عرفوه أما هي فكانت في عالم آخر. فخلال أسابيع هي عمر دخوله المستشفى كانت في حالة من الذهول المقترنة بنوستالجيا رقيقة لكل ما مر بهما سويا ودموع متمردة فشلت في احتجازها عندما طلب منها الجميع أن "تجمد" و"تتفاءل" . الحالة مرض عضال واحتمالات بقائه على قيد الحياة ضئيلة جدا. كانت على قناعة بأن إرادة الحياة أقوى من الموت إلا عندما يشاء الرب. ظلت بجانبه طوال تلك الاسابيع تبقي يدها في يده وتحدثه طويلا عن تحدي زواجهما الذي مهما "فبرك" المجتمع تسامحه لن ينجح في إخفاء رفضه زواج مسلم من قبطية. هما وحدهما آمنا بما حدث واستخار هو الله وسألت هي الرب أن يهديها لما فيه الخير. استرجعت كل اللحظات والاشخاص الذين وقفوا معهما أو ضدهما حاولت جاهدة ان تقنعه أن إرادة الحب تلي مشيئة الرب الذي جمعهما رغم كل شيء وأن الموت لن يكون أقوى من قطيعة الاهل وقلة الاموال وتذبذب الحب نفسه.

لم يكن ليقتنع واكتفى بطبع قبلة رقيقة على يدها التي لم تفارق يده. قررت الليلة أن تهجر سريرها المجاور لسريره وتنام إلى جواره وتحضنه كما لم تفعل من قبل. لم يكن حضنا بل تشبث وكأنها بهذا التشبث ستحول دون موته.

دخلت الممرضة في الصباح الباكر لتنظيف غرفة الحبيبين وعندما رأتها إلى جواره على نفس السرير كان لزاما عليها أن تنصحها بتركه يرتاح على سريره بمفرده وتستكمل نومها على السرير الخاص بها. اقتربت منها لتوقظها لكنها تفاجأت بمنى وقد ماتت على نفس الوضع وهي تحضن رأفت وكأنها تتشبث به.

وفي هدوء شديد خرجت من الغرفة وحرص الجميع على أن تخرج جثة الزوجة دون أن يشعر زوجها الراقد في نوم عميق بالفراش ويده فوق يدها وعلى وجهه ابتسامة رضا وراحة.

(القصة مستوحاة إلى حد كبير من فيلم "للحب قصة أخيرة" بطولة معالي زايد ويحي الفخراني على أن الزوج في الفيلم هو من مات في النهاية)

Friday, August 1

من غير ليه؟

لم يتحدثا دعاها فقط للفراش بعينيه واستجابت له بجسدها وبدأت الطقوس الرتيبة.

وضعت الطفلة في سريرها واتجهت إلى الحمام لتنزع شعر العانة المتبقي وغسلت شعرها وصففته على عجل وجمعت خصلاته بشكل لا ينم عن اهتمام أو عناية ارتدت ما يحب زوجها ان ترتديه واستعدت للمهمة.

أما هو فاستغل وجودها في الحمام وقام بتشغيل اغنيتها المفضلة لليلى مراد واستعد لمنحها سعادة مضاعفة هذا المساء حتما لن تقتصر الليلة على أحضان وقبلات ساخنة ومضاجعة يود هذه المرة أن يثبت لها في كل نفس يتنفسه أثناء اللقاء أنه يحبها ويريد إسعادها.


هو نفسه يستغرب لم اليوم؟ لماذا يريد اليوم بالذات أن يمنحها كل هذه السعادة ويتخلى عن أنانيته التي يعرفها هو قبل الجميع ويقر بها؟ حقا لا يعرف ربما لو وجد سببا لزاد ذلك من أنانيته. لا .. اليوم هو لها تماما. وأين كان كانت تلك الفكرة من خمس سنوات هي عمر زواجهما الذي أثمر عن طفلة جميلة؟

خرجت مطرقة وخلعت الروب وجلست على طرف السرير في مواجهته تماما وعلى أتم الاستعداد.

تسللت يداه إلى خصرها واقترب منها وقبلها على جبينها وتسللت ابتسامة لا ارادية على شفتيها. هو يعلم أن هذه الحركة على وجه الخصوص تود معها أن تبكي من فرط السعادة قال لها "اني طبعا مستغربة .. عارفة؟ وانا كمان بس اكتشفت انك تستحقي كل حاجة حلوة ولقيت نفسي كمان هانبسط لما الاقيكي مبسوطة. انا مليش غيرك وانتي مالكيش غيري" احتضنها واعتصرها وغمرتها الدموع من فرط الحنان حاولت عبثا أن تقول شيئا لكنها في المقابل منحت رجلها ليلة حب جميلة واطفأت رغبته بنيران أخمدها هو من قبل بفيض من الحنان