Friday, July 9

إخراج

وكأن هاني شاكر قد تآمر مع القدر عليها.. فبمجرد أن ركبت الاوتوبيس وجدته يندب
راحوا اللي كانوا بيمسحوا بايدهم دموعنا
راحوا اللي كنا بننسى ف أحضانهم وجعنا
فكرت في مكالمتها الاخيرة مع حبيبها والتي انتهت بأنه أنهى الحكاية
انسابت دموعها الرقيقة .. انسحبت تماما من الواقع ولم تشعر بوطأة الزحمة الشديدة في صلاح سالم الساعة اربعة لان الريس كان رايح دار الدفاع
لم تشعر بالتحرش الجماعي بفتاة مراهقة أمام عينيها في وسيلة المواصلات العامة
لم تشعر بلافتات "يارب مصر تكسب" التي تزين الاوتوبيس والتي تعيد إلى الاذهان مباراتي الجزائر المشئومتين
تكبر المفارقة عندما نعرف أن نهائي كأس العالم بعد يومين
لم تشعر بالأم النائمة تماما إلى جوارها والتي لم تنم ابنتها ذات العامين على رجلها
لم تشعر بنظرات المصريين الحزينة الخائفة والمكتومة
لا .. كانت مع هاني وتأملت قوله وفضيت علينا الدار والوحدة زي النار
انهمرت دموعها أنهارا عند هذه الكلمات على الرغم من انه لم يكن هناك دار أصلا مع حبيب لم يحبها
سمع سائق الاوتوبيس نهنهات صاحبتنا واعتقد أن الزحام المروري هو السبب
فقال بصوت عالي يا اخونا مش بايدي والله انتو شايفين الطريق عامل ازاي
ساعدها الجميع بالمناديل وطبطبت عليها بنت من سنها كانت بالصدفة تقف إلى جوارها
وبعدما قال هاني شاكر كله اتكسر كله اتدمر
كانت على وشك الانهيار
وهنا أحست ببعض البلل على بنطلونها واشتمت رائحة كريهة
بحركة لا ارادية نسيت الحبيب بالزحمة بدار الدفاع بالتحرش ونظرت إلى شورت البنت الصغيرة التي نامت الآن على رجل امها إلى جوارها
كان مبللا فاتضح كل شيء
كادت أن تضحك وحسب لكنها ركزت في الرائحة قليلا فاكتشفت أنها ليست لحمض البوليك
لابد أنها رائحة الاوبشن الصلب إذا
انفجرت في الضحك
وهنا انتهت الاغنية وتحسنت الحالة المرورية واستيقظت الام على أصوات الضحك وعلى وجهها أمارات الاستياء

No comments: