Tuesday, September 8

خوف

يكره المصعد.. يراه غرفة مصمتة بها بعض الأزرار ولا يجدي نفعا إلا في إصابته بالدوار والرغبة في القيء خاصة في أيام الحر الشديدة
من سوء حظه أن مبنى الشركة التي يعمل بها قديم وبه مصعد متهالك ربما يعود لأيام ما قبل الثورة
لولا أن شركته في الدور العاشر لفضل السلالم على هذه الغرفة اللعينة التي تشبه قبرا ندخله اختياريا واحنا وحظنا يا نخرج منو يا لأ - على حد تعبيره

منتصف أغسطس واليوم يبدأ عمله في الثانية عشرة.. لا يستخدم الكثيرون مصعد المبنى في هذه الساعة على وجه التحديد
وعندما ظل في الطابق الارضي قليلا انتظارا كالعادة أن يركب معه أحد؛ طال انتظاره واتخذ أكبر قرار في حياته التافهة
سيركب المصعد وحده
وسيغلق باب المصعد عليه وحده
وربما ينقطع التيار الكهربائي بينما هو وحده أيضا
بلع ريقه واستنشق هواء العاصمة المخلوط دائما بالعوادم
ودخل برجله اليمنى

تابع باب المصعد وهو يغلق شيئا فشيئا وألقى نظرة الوداع على الطابق الارضي
لا مجال للرجوع الان
ضغط على زر الدور الذي توجد به الشركة وظل يتمتم بآية الكرسي

مجرد الاحساس بانه وحيد في غرفة مغلقة كان يعطيه الشعور بالموت
وعندما وصل المصعد به إلى الدور المراد وفتحت أبوابه وكان لون وجه صاحبنا أزرق .. وجد زميلته العزيزة على الباب وقد انفجرت ضاحكة عندما رأته

دخل شركته وحان الدور عليها وبينما هي في طريقها للنزول عاشت السيناريو نفسه
ودخلت المصعد برجلها اليمنى أيضا
بعدما بلعت ريقها وانتظرت دون جدوى أن يؤنسها أحد
لكنها لم تفكر أن تسأل زميلها عما فعله ليجتاز الرحلة الشاقة

No comments: