Tuesday, September 15

رقعة



ليلة الخميس.. سهرة طويلة في منزل الاسرة الصغيرة .. غرفة المكتب مغلقة بطبيعة الحال لكن نورا بسيطا يتسلل من بابها يكشف -لمن يريد أن يرى- قبسا مما يحدث في الداخل

ملك الجيش الاسود يتحرك بين المربعات حائرا وقد تصبب عرقه .. لا يعلم متى ستنتهي هذه الحرب مع الفريق الاخر لكنه لا يجب أن يبدي هذه الرغبة في السلام حتى لا يظنها الطرف الثاني ضعفا
على الجانب الاخر وفوق مربعات مماثلة استشار ملك الجيش الابيض وزيره في رأيه لاحلال السلام في الرقعة بعد أزمان وأزمان من القتال والحرب.. لكن دون جدوى

يمر الوقت سريعا هذه الليلة ولا يزال الفريقان يبحثان فرص السلام كل في جانبه ومع اقتراب الفجر يفكر كل منهما في إرسال وفد برسالة للطرف الاخر يعرض فيها الصلح ليعيش الجيشان جنبا إلى جنب ويتقاسمان الحياة كما يتقاسمان المربعات السوداء والبيضاء في الرقعة

تحرك الوفدان في وقت متقارب وبينما بديا للبعض من بعيد إذا برب البيت يفتح باب غرفة المكتب التي أصبحت مضيئة الان بنور الله.. يدعو ابنه للعب دور الشطرنج المعتاد بينهما صباح كل جمعة..

ينتهز وفدا السلام غفلة من الاب ليعودان أدراجهما بجانب الملك والوزير والفيل والطبية والحصان.. تعود لقطع الشطرنج ملامحها الجامدة ويتأهب الجميع لحرب قاسية تندلع من جديد بعد قليل

...

No comments: