Monday, November 16

الصرصار صريع صلاح سالم

صلاح سالم شارع مرعب .. بناياته مرتفعة.. الشارع نفسه واسع.. أرصفته مدهونة بشكل جيد
محلاته فخمة جدا والسيارات التي تسير فيه غالبا ما تكون من أفخم ماركات السيارات
وفي موقع الحادث هناك بانوراما حرب أكتوبر المجيدة التي تنقلك في الليل إلى الجبهة وسط الصواريخ والدبابات
حتى وإن كانت قديمة الطراز وفي الناحية الاخرى أرقى المحلات وأفخم متاجر الملابس العالمية
في الليل ينقلب الشارع إلى بيت رعب كبير بالنسبة لي على الاقل
أن يوجد صرصار في هذا الشارع أمر غريب فهو شارع منمق فخم يسكنه ميسورو الحال ليس بحارة مثلا ولا هو في حي شعبي
أخشى ان يدخل الصرصار الكبير أسفل جونلتي الواسعة لكنه يبتعد وكأنه على موعد مع القدر
أشفق عليه فالصرصار الأهبل لا يعلم أن عبور شارع صلاح سالم بالنسبة لنا نحن البشر ولشخصي المتواضع
أشبه بعملية انتحارية في المنطقة الخضراء في بغداد
-اللي هيا يا تموت منتحر يا إما الامريكان هيموتوك-
لكنه أصر على ما يبدو مدفوعا بشجاعة من تناول عقاقير الهلوسة وأقدم على عبور الشارع
أترك حالي ومحتالي وأتابع هذا الانتحاري الاسود الذي كنت حتما سأجري في بيتنا خوفا لو قرر زيارتنا في يوم من الايام
يمر البطل من أسفل اتوبيس نقل عام وتخطئه عجلات سيارة فيرنا حمراء
وتأتي ماتريكس فضية بديعة لتنهي رحلة الصرصار الجميل أملا في الوصول إلى الجانب الاخر من الشارع المخيف بالليل.... وبالنهار الحقيقة
أي حظ بائس لهذا الكائن؟ خلاص حبك يعني يروح صلاح سالم؟ حبك يعدي الشارع؟
لا أستطيع أن أمنع نفسي من تخيل أسرة الصرصار -الذي حتما سيكون له أبناء وزوجة لانه صرصار كبير
ماذا ستفعل عائلته الكبيرة في البالوعة بجوار المحطة التي كنت أقف عندها؟
هل ستشكل لجنة لبحث دوافع الشهيد في عبور الشارع؟
أم ستبث برنامجا حول الأحلام وهل يجب أن يكون لها سقف أم يمكن للصرصار أن يحلم على أساس إنو لو بطلنا نحلم نموت
هل ستقرر جحافل الصراصير قرض عجلات سيارة ماتريكس عملا بمبدأ العين بالعين والسن بالسن
كل ما أفشل في نسيانه هو منظر صرصاري الكبير وقد دهسته الماتريكس القاسية
ربما كان عليه أن يعبر الشارع من البالوعة... ياريتني كنت حذرتو
القصة حقيقية
ياسمين 16 - 11 - 20
09

No comments: